منتديات لمسات حنان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات لمسات حنان

*:*:*:*:* عيش حياتك وجددزكرياتك مع منتديات لمسات حنان*:*:*:*:*
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الحلقة الرابعة من قصة صراع في الغابة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الاميرة
عضو مجتهد
عضو مجتهد



عدد الرسائل : 128
تاريخ التسجيل : 24/07/2008

الحلقة الرابعة من قصة صراع في الغابة Empty
مُساهمةموضوع: الحلقة الرابعة من قصة صراع في الغابة   الحلقة الرابعة من قصة صراع في الغابة I_icon_minitimeالخميس أغسطس 28, 2008 9:23 pm

صراع في الغابة

وقبل أن ينهي حديثه قامت عاصفة من التصفيق والهتاف بحياته ، فأشار اليهم الاسد بالسكوت وأكمل حديثه: أنياب الدب هذه مثلا .. مخالبه .. انها سبب تخوف الخنزير، انها مصدر ذعره ، بسببها أحضر كلابه لحماية نفسه وأطفاله ، ولذلك فأنا أرى ، وحتى أعيد الامن والاستقرار لأرجاء الغابة ، لا بد أن أنتزع أنياب الدب ومخالبه ..!!

و ران الصمت والذعر على الجميع ، وألجمت الصدمة ألسنتهم ، كان قرارا مفاجئا لم يتخيله أحد من قبل .. كان طعنة في الصميم ... وفي لحظات كان الدب يهوج ويموج ، يدور حول نفسه مرات ومرات ... ثم كشر عن أنيابه وقال : ما دخل أنيابي ومخالبي في مفاوضات الاسد والخنزير ؟.. ما دخل أنيابي ومخالبي بمخاوف الخنزير وأطفاله ؟... لم أكن يوما مصدر عدم استقرار في الغابة . فكيف يكون علاج هذا الامن والاستقرار بخلع أنيابي ومخالبي ؟...

أما الاسد فلم يرد سماع أقوال الدب ، فدخل عرينه وأشار الى الكلاب لتنفيذ الامر ... وعلا صوت الدب ورفس الارض بأقدامه ، واقترب من الحصان يطلب منه الرأي ... قال الحصان وقد وقف يحمي الدب بجسده : أؤيد الدب كل التأييد ... وأقف معه بلا تردد ، لا أرضى بخلع أنيابه أو مخالبه ، لا أقبل بذلك ابدا ...


وضرب الارض بحوافره وصهل صهيلا عاليا ... كان الحمار طول الوقت مطرقا مفكرا ، كانت أذناه تتحركان بعصبية كبيرة ، تهبطان وترتفعان وهو يفكر ويفكر ثم قال : يا أخوة ... يا أصدقاء ... شعارنا في الغابة الواحدة والترابط ويجب على كل منا أن يقدم مصلحة الكل على مصلحتة الشخصية . وأنا أرى أن الاسد محق في كلامه من ناحية واحدة فقط . سكت قليلا وأخذ ينظر يمنة ويسرة ليرى تأثير كلامه على الجميع ، ثم أكمل وهو مضطرب خائف :

نعم هو محق في أننا أقوى من الخنازير ... فنحن حقا أقوى منها ... نحن نخيفها بعددنا وقوتنا وتماسكنا ثم ... ألم تتهجم عليه أيها الدب لقتله هو وكلابه ؟ وما كاد الحمار ينهي هذا الكلام ، حتى ثارت ثائرة الدب ، وهجم عليه وعلى أذنيه اللتين كانتا تتحركان بعصبية ، يريد أن يقضمهما ، وأعمل أظافره في رأسه .

وثار الحمار ورفس الارض بأقدامة ، فأثار الرمل والحصى ، وأستدار وهو يلوي رأسه من الالم حتى يرفس الدب بحوافره ويبعد أنيابه ومخالبه عن راسه ... ولكن الدب أحكم قبضته على الحمار ، وأخذ يجره من أذنيه جرا ، فانطرح الحمار أرضا وهو يتلوى من الألم .. ولكنة وما أن ثبت رأسه حتى رفع قدميه الاماميتين وضرب الدب ضربه قوية في منتصف وجهه ، فتراجع الدب الى الوراء وكاد يقع على الارض .

في تلك كانت الحمامة الحزينة تقترب من الحصان وتلح عليه بأجنحتها المقصوصة ، أن يهب لينهي أمر النزاع بين الدب والحمار .. أخذت ترفرف وترفرف بجناحيها المنتوفين وتقول وعيونها دامعة : يا جماعة ... يا جماعة لماذا القتال ... هل نحن أعداء ؟ يقف الخنزير هناك فرحا سعيدا وانتم هنا تتقاتلون ؟ لماذا ؟ أنت أيها الحمار أتخشى الخنزير ، وتقاتل الدب ؟ وأنت أيها الدب اتق الله ... لماذا تضربه هكذا ؟ ستقضي عليه ... وأنت أيها الحصان تقف ولا تحرك ساكنا ؟... أين شعاراتك وبياناتك عن الوحدة والتضامن والأخوة ؟

وتحرك الحصان ليفض النزاع ... وانشغل الحمار بتضميد جراحه ، بينما قامت الكلاب من فورها بتطبيق قرار الاسد بخلع أنياب الدب ومخالبه ، وهو منهمك القوى لا يكاد يرفع يده أو رجله ...!!!


صراع في الغابة

جلس الدب حزينا بائسا ... انعزل في مكان قصي من الغابة ، يتطلع بحسرة الى مخالبه ويتحسس بألم أنيابه وأسنانه ... مرت الايام والليالي ، والحمار يقضي فترة نقاهه ممتعة في ربوع الاسد ... كانت كلاب الاسد تتفنن في تقديم ما لذ وطاب له ... وتخترع أفضل الطرق لتسليته والترفيه عنه.

أنه يؤيد الاسد في كل ما يقول ، وفي كل الاوقات ، فكيف لا يعوضه الاسد تعويضا مناسبا ؟ بل كيف لا يرسل لأهله باقات البرسيم وصناديق التفاح والراقصين والراقصات والعازفين والعازفات ؟...

وفي ليلة من الليالي وبينما أصوات الموسيقى تصدح في بيت الحمار ، اذ بالحصان يسمع أصواتا لم يستطيع أن يميزها في بادىء الامر ... اقترب نحو التافذة وأرهف السمع ..ز واذا بها أصوات مهور وكأنها تختنق ... هرع الى الاسطبل ، فرأى أحد ابنائه وقد رقد على الارض لا حراك فيه ، وباقى المهور تصهل وهي ترى كلابا صغيرة سوداء العيون وحيات ثلاثا تسعى وتقترب نحوها !!

في الحال قامت معركة دامية بين الاحصنه من جهة ، والحيات والكلاب من جهة أخرى ... وقضى الحصان على حيتين منهما ، وهربت الكلاب والحية الثالثة وهي تفح فحيحا عاليا . وفي اليوم التالي كان الخنزير في باب الاسد يحمل جثة الثعبان فأرسل الاسد في طلب الحصان على الفور !! قال الحصان : أرسل الخنزير ثعابينه وكلابه لمهاجمة مهوري الصغيرة في الاسطبل ، ومات أحد المهور بلدغة من أحدها ..

قال الخنزير : بل هو الذى هجم بكل قوته على الثعابين المسكينة ، فقضى على اثنين منها ، الا ترى ؟ لقد قتلها بحوافزه هو ومهوره .. المهور كانت نائمة بأمان ، حين هوجمت في جنح الظلام ... بل كانت تتدرب على الرفس والركض والقفز .. كانت تتدرب لمهاجمتنا ، انه يدربها ليل نهار استعدادا لمهاجمتنا فكيف تتوقع أن نتركها ؟... هز الاسد رأسه ... كانت مشكلة عويصة حقا ...

ثم قال: أود الاجتماع مع كل منكما على انفراد !! وكانت فرصة للخنزير كي يوغر قلب الاسد على الحصان سرا ... وأخذ يختلق القصص عن لسانه قال : لقد علمت يا سيدي الملك أن هذا الحصان يتصل بأسد اخر في الغاية ، يريد أن يتفق معة للحضور الى هنا والقضاء عليك وعلى عرينك ... انه يدعي ان أحكامك جائرة ظالمة ... فلقد ظلمت الحمامة بنتف ريشها ، والدب بخلع أنيابه وأظافره . مع أن عملك هذا كان في منتهى الحكمة وحسن التصرف ... انك تحافظ على الامن والاستقرار في المنطقة كلها ، بل في العالم كلة ... ان عليهم أن يقدموا لك ايات الولاء والطاعة ... انهم أقوياء أغنياء والاجداد بهم أن يحترموك فأنت القوي ... أنت الاقوى في الغابة وفي العالم كله ...





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحلقة الرابعة من قصة صراع في الغابة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات لمسات حنان :: ¨°o.O (لمسات أدبيه) O.o° :: الحكواتي-
انتقل الى: